براءة خطوط الكهرباء عالية الجهد من الاصابة بالسرطان
 

براءة خطوط الكهرباء عالية الجهد من الاصابة بالسرطان
عدد الزوار: 761 التاريخ: September 28, 2014 صحة وغذاء
أحاط البشر أنفسهم طوال القرن الماضي بعدد متزايد من الأجهزة الكهربائية، التي تولد جميعها ما يسمى بـ"المجال الكهرومغناطيسي" (EMF). ولا شك أن أجسامنا باتت معرضة له على نحو دائم، لاسيما هذه الأيام. لذلك، أنشأت معاهد الصحة الأميركية موقعين إلكترونيين كرستهما لهذا الموضوع، وكذلك فعلت كلية طب ويسكونسون. كما أن (ريالتورز- Realtors) تقدم نشراتها لتثقيف من يرغب بشراء منزل حول تأثير خطوط الطاقة الكهربائية على قيمة منزلهم. ويمكنك أيضاً إيجاد الشركات التي تبيع أجهزة الحماية من التعرض للمجال الكهرومغناطيسي على الإنترنت.
غير أن الأمر الذي يزيد القلق لدى الناس، هو خطوط الطاقة عالية الجهد. وقد أفادت دراسة أجريت عام 1979، بوجود رابط بين أعمدة الكهرباء عالية الجهد ولوكيميا الأطفال في دنفر، ومنذ ذلك الوقت، أجريت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع.
بينما أشارت إحدى الدراسات عام 1995، إلى أن الطريقة التي يؤدي من خلالها المجال المغناطيسي الناجم عن أعمدة الكهرباء عالية الجهد إلى الإصابة بالسرطان، غير واضحة تماماً. مع ذلك، استمر البحث المرضي منذ ذلك الحين، للكشف عن روابط علمية لتفسير هذه المسألة.
ومن ناحية أخرى، كان السؤال المطروح آنذاك: هل هذا الافتراض حقيقي أم مجرد مصادفة؟ فإن كان حقيقي فما هي الآلية التي تفسره؟ كان من الواضح أن هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث، وقد تم الحصول على بيانات جديدة بعد 20 عاماً من ذلك، تفيد بأن الحقل الكهرومغناطيسي الناتج عن خطوط الكهرباء، لا يسبب السرطان.
وفي عام 2002، أصدرت منظمة الصحة العالمية، تقريراً يتألف من 339 صفحة عن جميع أنماط الحقول الكهربائية والمغناطيسية على كوكب الأرض، وطبيعة تأثيرها على صحتنا. ومن بين النتائج التي خلص إليها هذا التقرير، أن هناك القليل من الأدلة التجريبية أو النظرية، التي تشير إلى أن الطفرات السرطانية يمكن أن تتسبب بها الحقول المغناطيسية أو الكهربائية منخفضة التردد.
وكان الاستنتاج الآخر يفيد بأن المجالات الكهربائية والمغناطيسية الثابتة والمجالات الكهربائية منخفضة التردد، ليست مصنفة على أنها مسرطنة للبشر.
وبعد تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2002، حذرت دراسة صدرت في عام 2005 من هذا الموضوع مرة أخرى. فقد ادعى العلماء الذي أجروا الدراسة، جيرالد درابر وزملاؤه، أنهم وجدوا علاقة بين المسافة إلى أقرب خط كهرباء عالي الجهد، وبين سرطان الدم لدى الأطفال. فقد وجدوا أن العيش على بعد أقل من 200م من هذه الخطوط، رفع من خطورة الإصابة باللوكيميا بشكل كبير، مقارنة بالعيش على بعد 600م منها.
لكن أشار هيبوورث وزملاؤه إلى أن النتائج لم توضح تأثير الحقول الكهرومغناطيسية (التي لم تقس أساساً)، فهي لم تفسر سوى العلاقة الجغرافية فقط. وقد ظهرت انتقادات أخرى على دراسة درابر، لكونها لا تتوافق مع شروط البحث العلمي.
ومن الدراسات الحديثة عن هذا الموضوع، تلك التي أجراها إليوت وزملاؤه عام 2013. وقامت على فحص أكثر من 50 ألف حالة مصابة بالسرطان، مثل: اللوكيميا وسرطان الدماغ والجلد، فلم يجدوا أي خطورة للإصابة بهذه الأنواع من السرطانات. وكانت خلاصة بحثهم في أن النتائج لا تدعم أي رابط مرضي بين السرطان والحقول المغناطيسية في الأماكن المأهولة.
ومن الأسئلة المطروحة حول هذا الموضوع، والتي لم يجب عنها أحد حتى الآن:كيف يمكن للحقل الكهرومغناطيسي الضعيف جداً، والناجم عن خط الكهرباء عالي الجهد، أن يسبب السرطان؟ اقترحت عدد من النظريات أنه يؤثر على حركة الجسيمات المغناطيسية داخل الخلايا. لكن جيوف واتس، محرر مجلة (بي أم جي- BMJ) أجاب عن هذا في رده على الدراسة التي أجراها درابر عام 2005 بقوله: "الدليل الداعم لهذه الفكرة وغيرها غير موجود أو ضئيل على أفضل تقدير."
- See more at: http://www.forbesmiddleeast.com/news/read/articleid/7112#sthash.1sSe6UZy.dpuf